تسمين الأغنام

مقدمة عامة

يواجه قطاع لحوم المجترات الصغيرة قساوة الجفاف المتكرر الذي يشهده المغرب منذ سبع سنوات، مما يؤثر على توفر الموارد العلفية خاصة الرعوية، مع ما يترتب عن ذلك من عواقب مثل ارتفاع تكلفة الإنتاج، وانخفاض أعداد القطيع، وغيرها. من ناحية أخرى، يشهد قطاع تربية الأغنام طلباً قوياً من سوق يجب أن يلبي احتياجات المستهلكين المتزايدة باستمرار والمدفوعة بنمو ديموغرافي متسارع. في ظل هذا الوضع، أصبح تطوير قطاع تسمين خراف الذبح ضرورة ملحة، وذلك لضمان إنتاجية أفضل من جهة، ومن جهة أخرى لتخفيف الضغط على النظام البيئي الرعوي الذي أنهكته الظروف المناخية غير المواتية والحمولة الحيوانية الزائدة.

مراحل تسمين الأغنام

اختيار الحيوانات
التغذية والشرب
حظائر التربية
الصحة

السلالة

تتمتع السلالات المغربية الرئيسية بقدرة جيدة على النمو والتسمين، مما يسمح لها بتحقيق مكاسب يومية متوسطة تتراوح بين 250 و300 غرام/يوم. وبالتالي، يمكن دمجها، دون عوائق كبيرة، في مشاريع التسمين، خاصة عندما تكون المنتجات موجهة للذبح بمناسبة عيد الأضحى. ومع ذلك، عندما تسمح ظروف الإنتاج بذلك، يمكن اللجوء إلى التهجين الصناعي البسيط أو حتى التهجين المزدوج، للاستفادة من التكامل بين السلالات وبالتالي تحسين إنتاجية وربحية عملية التسمين.

تجدر الإشارة إلى أن التهجين البسيط يتمثل في تزاوج بين ذكور وإناث السلالات المحلية المغربية مع سلالات أبوية ذات قدرة نمو عالية، مثل "إيل دو فرانس" (Ile de France)، ويتم توجيه الحيوانات الناتجة للذبح، حيث لا يُنصح بتربيتها بسبب ضعف الفائدة التي قد يجنيها المربي منها. أما التهجين المزدوج، فيعتمد على مستويين من التهجين، لكل منهما هدف خاص. يتم التهجين الأول بين كباش من سلالة ولود (مثل سلالة الدمان) ونعاج من سلالة محلية أخرى (أمثلة: الصردي، تمحضيت...)، للحصول على خراف ونعاج من الجيل الأول (F1). يتم التهجين الثاني بين إناث الجيل F1 مع كباش من سلالات اللحوم (مثال: إيل دو فرانس، ميرينوس، إلخ). الهدف هو الاستفادة من خصوبة سلالة الدمان للحصول على المزيد من المواليد، ومن مقاومة وتكيف السلالات المحلية المعنية، ومن الأداء اللحمي (النمو وجودة الذبيحة) لسلالة اللحوم النهائية.

في هذه التربية القائمة على التهجين البسيط أو المزدوج، يتم تثمين المنتجات الناتجة بشكل أفضل إذا كانت موجهة حصرياً للذبح.

جنس الحيوان

الإناث أكثر نضجاً مبكراً من الذكور وتسمن بسرعة أكبر. الذكور ينمون بسرعة أكبر ويحولون العليقة إلى لحم (خاصة العضلات) بفعالية أكبر، بفضل عملية التمثيل الغذائي الموجهة أكثر نحو بناء العضلات، لكنهم أكثر عدوانية من الإناث.

لذا يجب أن يأخذ الاختيار بين تسمين الذكور أو الإناث في الاعتبار هذه الاختلافات، بالإضافة إلى احتياجات السوق، واللوائح المعمول بها المتعلقة بأي قيود محتملة على ذبح فئة معينة من الحيوانات (خاصة الإناث التي قد تستفيد أحياناً من حماية قانونية لأسباب تتعلق بتجديد القطيع).

الحالة الجسمانية

يجب أن يعطى اختيار الأغنام الموجهة للتسمين الأولوية لتلك التي تتمتع بحالة صحية جيدة (إيقاع تنفسي جيد، غياب الإفرازات الأنفية، إلخ)، والتي لا تظهر عليها عيوب جسدية مرئية (عرج، تشوهات...). يجب تجنب الحيوانات الهزيلة جداً والنحيفة، التي قد لا تكون حالتها الجسدية السيئة ناتجة بالكامل عن عوامل غذائية، لأنها تتطلب غالباً وقتاً وموارد أكثر للتعافي.

الحيوانات المستهدفة يجب أن تكون لها نقطة حالة جسمانية تتراوح بين 2 و3 على مقياس من 1 إلى 5، وهو ما يتوافق مع أفراد تتراوح حالتهم بين النحافة المعتدلة والحالة الجيدة.

(المصدر: www.reconquete-ovine.fr)

يتم التنقيط وفق مقياس يتراوح من 0 إلى 5:

• النقطة 0 – خروف هزيل للغاية على وشك الموت: استحالة الكشف عن أنسجة عضلية أو دهنية بين الجلد والعظم.

• النقطة 1 – خروف نحيف جداً. النتوءات الشوكية بارزة وحادة. النتوءات المستعرضة حادة أيضاً، حيث تمر الأصابع بسهولة تحت نهاياتها ويمكن إدخالها بينها. عضلة الظهر قليلة السماكة ولا يُكشف عن دهون تغطية.

• النقطة 2 – خروف نحيف. النتوءات الشوكية لا تزال بارزة، لكن بدون "خشونة". يتم الشعور بكل نتوء عند اللمس فقط كتموج. النتوءات المستعرضة مستديرة أيضاً وبدون خشونة، ومن الممكن، بممارسة ضغط خفيف، إدخال الأصابع بين نهاياتها. عضلة الظهر متوسطة السماكة مع غطاء دهني ضعيف.

• النقطة 3 – خروف في حالة جيدة. تشكل النتوءات الشوكية تموجات خفيفة ومرنة فقط؛ لا يمكن تمييز كل عظمة إلا تحت تأثير ضغط الأصابع. النتوءات المستعرضة مغطاة بشكل جيد جداً وفقط الضغط القوي يسمح بالشعور بنهاياتها. عضلة الظهر "ممتلئة" وغطاؤها الدهني متوسط.

• النقطة 4 – خروف سمين. الضغط فقط يسمح بالكشف عن النتوءات الشوكية على شكل خط صلب بين العضلتين (المغطاتين بالدهون) اللتين تشكلان سطحاً متصلاً. لا يمكن الشعور بنهايات النتوءات المستعرضة. عضلة الظهر "ممتلئة" مع غطاء دهني سميك.

• النقطة 5 - خروف سمين جداً. لا يمكن الكشف عن النتوءات الشوكية، حتى مع الضغط القوي. العضلتان المغطاتان بالدهون بارزتان ويلاحظ وجود انخفاض على طول الخط الأوسط للظهر. لا يمكن الكشف عن النتوءات المستعرضة. عضلة الظهر "ممتلئة جداً" مع غطاء دهني سميك جداً. تراكمت كتل كبيرة من الدهون على الكفل والذيل. (المصدر: www.reconquete-ovine.fr)

القامة (Gabarit)

بالإضافة إلى الحالة الصحية والحالة الجسمانية، يجب أن تتمتع الحيوانات بقامة متطورة بما فيه الكفاية، مما يعكس على الأرجح إمكانات وراثية عالية للنمو وقدرة جيدة على تثمين العليقة الغذائية.

تتجلى هذه القامة في هيكل عظمي متطور، مع طول جذع جيد، وعرض صدر مناسب، وهي علامات على قدرة جيدة على التنفس والنمو.

الوزن الحي والعمر

الوزن الحي للحيوانات مرتبط بشكل وثيق بعمرها، مما يبرر اعتبارهما معاً، مع إعطاء الأولوية للوزن الحي الذي يشكل عاملاً أكثر حسماً في مدة التسمين، وأنواع وكميات الأعلاف الموزعة وكفاءة تحويلها (معامل التحويل: المادة الجافة/كغ من كسب الوزن) وبالتالي تكلفة إنتاج الكيلوغرام من اللحم المنتج. يمكن أن تتكون علائق الحملان التي تبدأ بوزن خفيف (بين 14 و18 كغ) من المزيد من الأعلاف الخشنة، بينما يمكن أن تدمج علائق الحيوانات التي تبدأ بوزن أثقل (> 25 كغ) المزيد من المركزات وفترة تغذية أقصر. بشكل عام، في الظروف المغربية، يتراوح وزن الانطلاق الموصى به بين 16 و20 كغ، مباشرة بعد الفطام. أحياناً، قد يطلب السوق ذبائح أغنام خفيفة، في حدود 12 إلى 13 كغ (ما يعادل 24 – 26 كغ من الوزن الحي)، وفي هذه الحالة يمكن أن تبدأ عملية التسمين بوزن أقل.

ترقيم الحيوانات وتسجيل المعطيات

يتكون ترقيم الحيوانات من وضع حلقة (طابع) عادة ما تكون بلاستيكية في أذن الحيوان تحمل رقماً فريداً ومقروءاً من مسافة معقولة. يسمح هذا الترقيم بضمان تتبع الأداء التقني والصحي لكل حيوان، منذ ولادته حتى خروجه من الضيعة. الترقيم هو بالفعل أداة رئيسية لتتبع مسار الحيوانات، وهو ضروري لـ:

• التتبع الصحي (التلقيح، العلاجات ضد الطفيليات، الأمراض المحتملة)،

• التدبير الغذائي (العلائق الموزعة)،

• تتبع أداء النمو (تسجيل عمليات الوزن المنجزة)،

• وتدبير التكاثر (الأصل، النسل، إلخ).

لا يمكن أن تتحقق فائدة الترقيم إلا إذا كان لدى المربي سجل يمكنه فيه تدوين أي معلومات عن الحيوانات بما في ذلك رقمها، والديها، وعمليات الوزن المنجزة في مراحل النمو المختلفة، وسجل العلاجات الصحية... يمكن استغلال قاعدة البيانات هذه مباشرة من قبل المربي أو مؤطره لتقييم أداء قطيعه (تحديد الحيوانات الأكثر كفاءة أو الأقل ربحية)، وتقديم التوصيات اللازمة (تحسين قرارات إدارة التربية والبيع/الإصلاح).

التكوين المسبق لمخزون الأعلاف

يعتمد نجاح عملية التسمين، من بين أمور أخرى، على التوفر المستمر وبالكمية الكافية للأعلاف اللازمة للحيوانات طوال دورة الإنتاج. وبالتالي، لا يجب أن تبدأ هذه العملية دون التأكد مسبقاً من توفر المخزونات الغذائية اللازمة. سوء التغذية ونفاد المخزون هما غالباً سببا فشل نشاط التسمين. يمكن أن تؤدي إلى تباطؤ النمو، وسوء التحويل الغذائي، وأحياناً اضطرابات استقلابية (الحموضة)، أو حتى توليد تكاليف إضافية غير متوقعة، إذا اضطر المربي لشراء الأعلاف بشكل طارئ بأسعار مرتفعة. في هذا الصدد، ولإدارة توقعية مثالية، يجب على المربي تقدير مخزونه بالطريقة البسيطة التالية: "الكمية اليومية لكل نوع من العلف لكل حيوان × عدد الحيوانات × مدة التسمين (بالأيام)". يجب أن يغطي هذا التقدير جميع مكونات العليقة: الأعلاف الخشنة (التبن، القش، السيلاج...)، المركزات (الحبوب، الكُسب، المعادن...)، والمكملات المحتملة (فيتامينات، إضافات، مصححات نيتروجينية أو طاقية). من المفيد أيضاً توفير مخزون أمان، يمثل 5 إلى 10% من إجمالي الاحتياجات، لتوقع أي تقلب في الاستهلاك ناتج عن استهلاك أكبر من المتوقع، أو خسائر محتملة في الأعلاف، إلخ. أخيراً، يجب مراقبة جودة الأعلاف المخزنة بانتظام من خلال التحقق من حالة الحفظ (تطور محتمل للعفن...)، من أجل التصرف في الوقت المناسب وتجنب مخاطر التلوث.

تشكيل المجموعات (التحزيب)

بمجرد وصولها إلى وحدة التسمين، يجب فرز الحيوانات حسب وزنها / حجمها / جنسها لتشكيل مجموعات متجانسة (من نفس الجنس ونفس الوزن الحي)، وبالتالي ضمان إدارة غذائية أفضل من خلال توزيع عليقة تتكيف مع مستوى نمو كل مجموعة وكذلك الحد من المنافسة بين الحيوانات، مما يقلل من مخاطر الإصابات والإجهاد الاجتماعي، لأن الحيوانات الكبيرة تميل إلى تخويف الصغيرة وإبعادها عن المعالف.

يعد وضع الحيوانات من نفس الجنس في مجموعة واحدة مهماً بشكل خاص، لأن الذكور (خاصة غير المخصية) قد تقوم بتسفيد الإناث إذا كانت في مرحلة البلوغ، وقد تظهر أيضاً هيمنة وعدوانية أكبر، مما قد يضر بهدوء وتناول الطعام لدى الإناث أو الحملان الأضعف.

في حالة وجود تباين كبير أولي في أوزان الحيوانات عند الوصول، قد يكون من المناسب تحديد 3 إلى 4 فئات وزنية، مع التأكد من أن فارق الوزن داخل نفس المجموعة لا يتجاوز 20% من متوسط وزن المجموعة، للحفاظ على أداء متجانس. على سبيل المثال، إذا كان لدينا مجموعة بمتوسط وزن حي قدره 20 كغ، فمن الأفضل وضع الحيوانات التي تقع أوزانها في نطاق 20% من 20 كغ، أي 4 كغ، بمعنى آخر وضع الحيوانات التي تزن بين 18 و22 كغ في هذه المجموعة، أو بين 19 و23، إلخ.

احترام الكثافة

الهدف في عملية التسمين هو تحويل الأعلاف بكفاءة إلى نسيج جسمي. لتحقيق هذا الهدف، يعد احترام كثافة مثالية للحيوانات في الحظيرة أمراً أساسياً. لهذا الغرض، يوصى بتجنب الكثافات العالية التي يمكن أن تسبب للحيوانات زيادة في الإجهاد المرتبط بالمنافسة على الموارد (مساحة التغذية، الوصول إلى الماء، منطقة الراحة)، ومخاطر الإصابات والتدافع، وانتشار الأمراض، خاصة التنفسية، بسبب الاكتظاظ وتدهور جودة الهواء، وبالتالي انخفاض الأداء التقني، خاصة لدى الحيوانات الأضعف أو الخاضعة.

في المقابل، قد تمثل الكثافة المنخفضة جداً إهداراً للمساحة وزيادة في تكاليف الاستثمار لكل حيوان يتم إيواؤه. قد يشجع هذا الوضع أيضاً المزيد من الحركات غير الضرورية للحيوانات خلال فترة التسمين بدلاً من تكريس معظم طاقتها للنمو.

وهكذا، يوصى، في الحظيرة المغطاة، بتوفير حوالي 2 متر مربع لكل حيوان للحملان متوسطة الوزن (30 إلى 40 كغ)، ومساحة تغذية تبلغ 20 سم طولي لكل حيوان على مستوى المعالف لضمان وصول متزامن وعادل. فيما يتعلق بمساحة النوم، من المفيد توفير مناطق جافة ومريحة، مغطاة بفرشة نظيفة، لتشجيع الراحة والحد من التنقلات غير الضرورية.

إنجاح مرحلة الانطلاق

يعتمد نجاح عملية الإنهاء (Finition) على الأسبوعين الأولين بعد وصول الحيوانات إلى الوحدة. مرحلة الانطلاق هذه حاسمة للحد من الإجهاد، وتعزيز المناعة وضمان استئناف جيد للتغذية والنمو.

قد تكون الحيوانات قد قطعت مسافات طويلة وتكون جائعة، وعطشى، ومتعبة، ستحتاج إلى الراحة والتعافي لبضع ساعات في مكان جاف، ونظيف ومظلل، مع إمكانية الوصول إلى ماء نظيف وعذب، قبل أي تلاعب إضافي (وزن، علاج، إلخ). الجفاف لفترة طويلة يمكن أن يفاقم الإجهاد ويبطئ استئناف التغذية. يجب أن يكون الماء خالياً من الملوثات الميكروبية أو الكيميائية.

بعد ذلك، يجب الحرص على تقديم علف خشن سهل الهضم للحيوانات مثل التبن، لتحفيز الشهية وإعادة تنشيط عمل الكرش تدريجياً. تحد عليقة الانتقال هذه من مخاطر الاضطرابات الهضمية (احتمال الحموضة) عند إدخال المركزات لاحقاً. سنحرص على إدخال تدريجي لعليقة التسمين كما يلي:

• خلال الأسبوع الأول، نوزع عليقة انتقالية تتكون من ¾ علف خشن و ¼ علف مركز.

• خلال الأسبوع الثاني، سيتم توزيع الخشن والمركز بأجزاء متساوية.

• ابتداءً من الأسبوع الثالث، ستتكون العليقة الموزعة، المعتبرة عليقة تسمين، من ¼ خشن و ¾ مركز.

ضمان تغذية وتوزيع مناسب للتسمين

يمكن أن تحتوي عليقة التسمين هذه (بما في ذلك الخشن والمركزات) على حوالي 13 إلى 14% من البروتينات، ونسبة PDI/UFV تبلغ حوالي 100 غرام. يجب توزيع المكمل المعدني والفيتاميني (بما في ذلك الملح) فور وصول الحيوانات إلى الوحدة، وأن يمثل حوالي 2% من العليقة الإجمالية.

يُفضل تكوين ما يسمى بـ "عليقة مخلوطة كلياً"، مع خلط المركز بالخشن. لضمان هذا الخليط، يجب أن يكون العلف الخشن مفروماً.

يجب توزيع هذه العليقة حسب الرغبة (à volonté)، بحيث تكون متاحة في أي وقت للحيوانات، بما في ذلك المساء. إذا لوحظ أن المعلف فارغ في الصباح، يجب زيادة كمية الطعام.

تتبع أداء الحيوانات في التسمين

التتبع المنتظم لأداء النمو هو عملية إدارية ضرورية في عمليات التسمين. في الواقع، لا تتفاعل جميع الحيوانات بنفس الطريقة مع التغذية المكثفة، وبعض الأفراد، بغض النظر عن جنسهم أو عمرهم أو سلالتهم، لا يتكيفون مع التغذية المكثفة. يجب استبعاد هذه الحيوانات غير المنتجة في أسرع وقت ممكن. يمكن التعرف عليها من خلال أدائها السيئ خلال المراحل الأولى من عملية التسمين بفضل الفحوصات المنتظمة للوزن الحي ومراقبة سلوكها الغذائي. هذه الحيوانات لديها زيادة ضعيفة في الوزن، وأحياناً استهلاك منخفض للأعلاف، أو سلوك انعزالي.

لإدارة فعالة، يُنصح بوضع نظام وزن منتظم (كل 3 أسابيع)، وحساب متوسط النمو اليومي وكذلك، بشكل مثالي، معامل التحويل الغذائي (كمية العلف المستهلكة / كسب الوزن) للضيعات المجهزة.

تحسين العملية من خلال اختيار حكيم لمدة التسمين

يجب تكييف مدة التغذية مع أهداف الإنتاج، والموارد الغذائية المتاحة وتطور أسعار الحيوانات في السوق. بشكل عام، تمتد من 3 إلى 4 أشهر. ومع ذلك، قد تختلف وفقاً لبعض العوامل، مثل الحالة الأولية للحيوانات (الحملان الخفيفة والنحيفة عند الوصول ستتطلب وقتاً أطول للوصول إلى وزن سوقي مقبول، بينما يمكن إنهاء الحيوانات المتطورة جيداً بالفعل بشكل أسرع)، ونوع التغذية الموزعة (عليقة غنية بالمركزات تسمح بمكاسب وزن أسرع ويمكن أن تقلل مدة التسمين. في المقابل، نظام يعتمد أكثر على الأعلاف سيتطلب وقتاً أطول للوصول إلى أداء النمو المطلوب)، وأخيراً وضع السوق (حسب ما إذا كان المربي يهدف لإنتاج حملان خفيفة، متوسطة أو ثقيلة، سيتم تعديل مدة التسمين وفقاً لذلك. تتأثر فترة الإنهاء أيضاً بعوامل موسمية، خاصة ذروة الطلب المرتبطة بعيد الأضحى أو لتلبية الاحتفالات الصيفية (الأعراس، إلخ)، وظروف السوق وتكاليف الإنتاج: (تتبع تطور أسعار اللحوم وتكلفة المواد الأولية (أعلاف، تبن، مركزات...) قد يدفع المربي لتكييف مدة التسمين لتعظيم هامش ربحه.

تجدر الإشارة إلى أنه من المهم إيجاد التوازن الصحيح بين المردود التقني والتكلفة الغذائية. بعبارة أخرى، تعريض المربي لإطالة مفرطة لمدة التسمين يعرضه لخطر تكلفة غذائية إضافية، وانخفاض في كفاءة التحويل الغذائي (خاصة في نهاية الدورة، عندما تكتسب الحيوانات دهوناً أكثر من العضلات) وانخفاض محتمل في جودة الذبيحة (دهون زائدة). في المقابل، قد يؤدي التسمين القصير جداً إلى أوزان حية غير كافية وتثمين تجاري محدود. لذا فإن الخيار الأمثل هو تحديد مدة تسمين تسمح بالوصول إلى الوزن المستهدف مع أفضل حل وسط بين سرعة النمو، والتكلفة الغذائية وجودة الذبيحة.

ضمان عليقة متوازنة تضمن صحة جيدة للحيوانات

تجدر الإشارة إلى أن العليقة يجب أن تكون مركبة لضمان كسب مرتفع والحد من مشاكل الحموضة والحصى البولية التي تسبب نقصاً في الربح أو حتى خسائر كبيرة جداً. قد تظهر هذه الظروف مع العلائق الغنية بالمركزات.

• قد تظهر الحموضة (Acidose) بعد 12 إلى 36 ساعة من الإدخال المفاجئ للمركزات، خاصة تلك الغنية بالنشا. علامات الحموضة هي فقدان الشهية، الألم، عدم الراحة والإسهال. يصبح التنفس والنبض سريعين. أفضل استراتيجية لمواجهة هذه المشكلة هي الوقاية بعليقة تحتوي على ما يكفي من الألياف وتجنب التغييرات المفاجئة في العليقة.

• أما الحصى البولية، فهي شائعة عند الذكور التي تتلقى علائق غنية بالفوسفور مقارنة بالكالسيوم (علائق تعتمد على الحبوب ومنتجاتها الثانوية). تبدأ الحيوانات المصابة عادة بالهيجان وفقدان الشهية. تشعر بآلام في البطن، وتتبول بشكل متقطع وبصعوبة، وتركل بطنها. قد تظهر أيضاً وذمة (انتفاخ) في البطن. يمكن تجنب الحصى البولية بعلائق ذات نسبة كالسيوم/فوسفور (Ca/P) تبلغ 2، وتوفير الماء حسب الرغبة. إضافة الملح للعليقة يشجع استهلاك الماء وبالتالي يقلل من تكوين الحصى.

الشرب

يؤثر نقص الماء سلباً على الأداء الحيواني. يجب أن يكون الماء العذب والنظيف متاحاً في جميع الأوقات، في مشارب سهلة التنظيف. يجب أن يغطي عدد المشارب احتياجات كامل مجموعة الحيوانات. يُنصح بتوفير مشرب واحد على الأقل لمجموعة من 40 إلى 50 حيواناً. يعتمد ارتفاع المشارب على عمر الحيوانات. يتراوح بين 30 و40 سم للحملان التي تزن أقل من حوالي 25 كغ، وبين 40 و50 سم لتلك التي تزن 25 إلى 50 كغ، وبين 50 و60 سم للبالغين.

مبنى التربية (الحظيرة)

يلعب اختيار موقع إنشاء الحظيرة وتصميمها دوراً حاسماً في نجاح عمليات التسمين. فيما يتعلق بالموقع، يوصى باختيار مكان جيد التصريف، لا يحتفظ بالكثير من الماء في فترات الأمطار الغزيرة. يجب توجيه الحظيرة في الاتجاه المعاكس للرياح السائدة للحماية من التيارات الهوائية، ويجب أن تكون مشمسة وجيدة التهوية. الإضاءة الطبيعية معيار مهم أيضاً: الحظيرة المعرضة جيداً للشمس تسمح بتقليل الرطوبة المحيطة، مما يعزز الصحة التنفسية للحيوانات ويحد من تطور المسببات المرضية. بالإضافة إلى ذلك، تسمح التهوية الجيدة بالحفاظ على تركيز الأمونيا عند مستوى منخفض بما فيه الكفاية (أقل من عتبة 5 جزء في المليون التي لا تكون الرائحة تحتها محسوسة للأنف) والرطوبة بين 70 إلى 80% مما يساعد صوف الحيوانات على البقاء جافاً، وهو أمر ضروري للوقاية من المشاكل الجلدية والتنفسية.

يجب أن يأخذ تصميم الحظيرة في الاعتبار:

• العدد الأقصى للحيوانات المراد تسمينها (هذا العدد يحدد المساحة اللازمة). بشكل عام نعتبر 2 متر مربع لكل حيوان.

• حجم المجموعات وعددها. نخصص مساحة تغذية تبلغ 20 سم طولي (مكان في المعلف) لكل حيوان.

• طريقة التغذية (توزيع يدوي أو ميكانيكي، تغذية على الأرض أو في معالف).

فصل المجموعات، الموصى به بشدة لتسهيل الإدارة الغذائية، يمكن ضمانه باستخدام حواجز بارتفاع 1.25 متر أو معالف-حواجز تعمل كفاصل مادي ونقطة توزيع للعلف في آن واحد.

الصحة

من الضروري اختيار حيوانات بصحة جيدة، والقيام بعلاجها ضد الطفيليات الداخلية والخارجية، والتأكد من الجودة الغذائية للعليقة (خاصة التوازن المعدني)، وتلقيح الحيوانات ضد التسمم المعوي (المرارة).

التنظيف والإفراغ الصحي

تنظيف الحظائر بين مجموعات الحملان المسمنة والمبيعة ضروري. تسمح هذه العملية بالقضاء على الكثير من الجراثيم. وتتمثل في تخليص المبنى من الفضلات وتطهيره. الجير هو المنتج الأرخص، والأكثر توفراً في السوق والأكثر استخداماً في تطهير مباني الماشية. أخيراً، يُنصح باحترام فترة إفراغ صحي (Vide sanitaire) لبضعة أيام قبل إدخال المجموعة الجديدة للتسمين.

مراقبة فضلات (روث) الحيوانات (لدى ثلث القطيع على الأقل) مفيدة غالباً، رغم أنه من الضروري تقاطع عدة أعراض لتشخيص أكثر دقة. وجود ألياف يزيد طولها عن 1 سم يكشف عن سوء هضم لدى الحيوان. الوجود المفرط للحبوب في الفضلات (حبة أو حبتين في كل قطعة روث يشير إلى عدم استقرار الكرش). مراقبة بيض الطفيليات يمكن أن تعطي معلومات عن مستوى الإصابة، خاصة بالديدان الأسطوانية الهضمية (Strongles).

مراقبة الفضلات

عزل الحيوانات المريضة

الوصول والحفاظ على مستوى صحي عالٍ في التربية يسمح بالحصول على قطيع سليم ومنتج. منع انتشار الأمراض في هذا الصدد هو عنصر أساسي. ويسير جنباً إلى جنب مع الكشف المبكر عن الحيوانات ذات السلوك غير الطبيعي، التي تظهر عليها إصابة وعزلها لعلاجها من قبل الطبيب البيطري.